[size=16]6 - نفسي حد يفهمني
من أهم احتياجات الإنسان.. احتياجه لأن الناس تفهمه.. تسمعه.. تحترمه.. و تقدره..
من أهم احتياجاته.. انه يحس ان له تأثير في الناس حواليه.. و ده غالبا بيتم عن طريق التواصل مع الآخرين.. الحوار.. اني اوصلهم فكرتي.. و رأيي.. بوضوح و اقدر اقنعهم بيها..
و لكن… فكر معايا كده.. مش شايف زيي برضه ان في أغلب حواراتنا اليومية.. الطرفين.. بدل مايسمعوا لبعض و يفهموا بعض.. كل واحد عامل نفسه بيسمع.. و لكن في الواقع هو مش سامع حاجة.. هو بيجهز الرد بتاعه!..
بداية التأثير الحقيقي في الآخرين.. هو لحظة ماتسمحلهم انهم يأثروا فيك..
ازاي يعني؟.. يعني لحظة مايحسوا انك سمعتهم.. و فهمتهم..انك بذلت مجهود في محاولة تفهم موقفهم و آرائهم بصدق و إخلاص..
القانون ببساطة.. لو عاوز الناس يفهموني.. و يسمعوني.. الموضوع ده له تمن.. و هو اني أسمعهم و افهمهم الأول..
7 - الحياة كالأموات
قلنا قبل كده ان الإنسان بيتكون من أربع أجزاء.. جسد.. عقل.. قلب.. و روح..
كل جزء من دول.. ربنا خلقه بقوانين بتحكمه..
تعالى نمسك كل جزء.. و نشوف احنا بنتعامل معاه ازاي. و هل ماشيين مع سنة الله والا ضدها؟
الجسد: اللي حاصل..في واقعنا.. ان الناس بتقدم رغباتها الشخصية و عاداتها.. على الصحة.. فبيحاول يمشي جسمه بالعافية مع شكل الحياة اللي هو عاوزها.. و الوسيلة الوحيدة لده هي الأدوية و العمليات الجراحية.. و أبسط مثال لده.. الشخص اللي بينام بمنوم.. و يصحى بدورق قهوة!.. و الشخص اللي يتقل في الأكل.. و مجهز جنبه كيس الفوار أو دوا الحموضة.. و الشخص اللي ماعندهوش استعداد يترك التدخين مع انه عارف كويس جدا.. خطره على صحته..
طيب.. ايه القانون؟.. قانون الجسد.. هو “الوقاية”.. قبل العلاج.. انك تعيش حياتك.. بالشكل اللي يحقق سلامة الجسد.. تطوع الحياة لهذا.. مش العكس..
العقل: في واقعنا.. الناس بتبحث عن “التسلية”.. عشان كده وقتنا ضايع في الفرجة على التلفزيون..
طب ايه القانون؟.. القانون هو ان ربنا خلقلنا عقول.. عشان نتعلم بيها.. مش عشان نتسلى بيها.. و عشان العقل يقدر يؤدي وظيفته على أكمل وجه.. محتاج ببساطة انك تستخدمه في الحاجة اللي اتخلق عشانها..
القلب: في واقعنا..قلوبنا مشتتة.. متعلقة بكل شئ.. و أي شئ..
أما القانون الإلهي.. فبيقول ان القلب ده اتخلق بس.. عشان يتعلق بالله سبحانه و تعالى.. لا بأي شئ آخر..
الروح: في واقعنا.. الواحد لما بيكون زهقان.. أو مزاجه مش قد كده.. أو عنده اكتئاب.. بيخرج يتمشى.. أو يروح سينيما.. أو يشتري حاجة جديدة.. الخ..
و لكن السنة الإلهية هي.. ان روح الإنسان نفخة من روح الله سبحانه وتعالى.. فلا حياة لها… إلا بالتعلق بمصدرها الأول.. و هو الله سبحانه و تعالى.. والرجوع الى منهجه..
و الدليل على كده.. ببساطة.. تعرف حد في التاريخ.. و هو على فراش الموت.. كان زعلان جدا انه ماقدرش يشوف حلقات friends أو ليالي الحلمية كاملة قبل مايموت؟.
دوروا في التاريخ.. و قولوا لي.. تعرفوا حد من الأغنياء.. أو المشاهير.. أو النجوم.. كان سعيد في حياته لمجرد انه حصل على الحاجات دي كلها؟
*************
ياترى هل استشعرنا قد ايه عندنا مشاكل في حياتنا بسبب الجهل بسنن الله أو تجاهلها؟.. انا ذكرت مجرد نماذج بسيطة.. انا كل واحد فينا لو تأمل في حياته هايلاقي أكتر.. لو دور ورا كل مشكلة في حياته هايلاقي انها بسبب تجاهل أو مخالفة سنة من سنن الله..
الموضوع ده الصراحة شغلني لفترة.. و كنت باحاول ادور على طريقة ممكن نفهم بيها الفكرة دي.. و نطلع بمجموعة من القواعد أو القوانين أو القواعد.. نفهم منها كيف نتعامل مع أنفسنا.. و مع الله سبحانه و تعالى.. لأني على قناعة ان الطريق للنجاح في الحياة لا يكون إلا باتباع هذه السنن و القوانين و مجاراتها..
عاوز تنجح في شغلك؟.. في دراستك؟.. في حياتك؟.. عاوز السعادة في بيتك؟.. عاوز الطمأنينة و راحة البال؟.. الطريق الوحيد هو البحث عن هذه السنن و القوانين.. و السير معها حيث سارت..
إلى أن وُفقت إلى قراءة الحكم العطائية.. حكم ابن عطاء الله السكندري..
و هي عبارة عن مجموعة من العبارات البليغة الجامعة لأوسع المعاني.. تبين لنا علامات الطريق.. حوالي 264 حكمة.. ممكن ننظرلها على انها مجموعة من السنن و القوانين التي تحكم نفوسنا.. و علاقتنا بالله سبحانه و تعالى..
و أجمل ما في هذه الحكم.. انها و هي بتكلمنا عن سنن الله .. بتكلمنا عن شئ احنا أحوج ما نكون اليه في زماننا ده.. عن شئ قل و ندر في أمتنا في هذا الزمان حتى يكاد أن يندثر.. و هو الإحسان..
ما هو الإحسان؟