أما الإلكترونات المفقودة من ''المنظومة الضوئية''2 فتستبدل بإلكترونات منزوعة من الماء، ونتيجة لذلك ينفصل الأكسجين عن الماء وكذلك البروتونات والإلكترونات في نهاية تدفق الإلكترون يتم نقل الإلكترونات مع البروتونات من الماء إلى داخل 'الثايلاكويد وتتحد مع جزيء حامل الهيدروجين NADP+ (نيكوتيناميد أدينين ثنائي نّوويد الفوسفات) وينتج جزيء NADPHمن هذا ينشأ بروتون عبر غشاء الثايلاكويد أثناء تدفق الإلكترونات من حامل إلى حامل مع نظام نقل الإلكترونات، وتُستخدم الطاقة الكامنة لتشكيل الأدينوسين ثلاثي الفوسفاتATP(تستخدمه الخلية في عملياتها الخاصة التي تحتاج إلى طاقة)، وهكذا تصبح الطاقة التي يحتاجها النبات ليصنع غذاءه جاهزة للاستخدام في نهاية هذه العمليات هذه الأحداث- التي حاولنا أن نلخصها كسلسلة تفاعل- هي الجزء الأول من عملية التركيب الضوئي ومما لا شك فيه أن الطاقة ضرورية للنباتات لإنتاج غذائها، وليتم الحصول عليها- يجب أن تكتمل العمليات الأخرى- بفضل تصميم خاص (عملية خاصة لإنتاج الوقود (التفاعلات اللاضوئية تعرف هذه العمليات -المرحلة الثانية من التركيب الضوئي-ا بالتفاعلات اللاضوئية أو دورة كالفين، وتحدث في مناطق حبيبات اليخضور المعروفة بـ''النسيج الضام'' وتُستخدمATP المشحونة بالطاقة وجزيئات NADPHالناتجة من التفاعلات الضوئية لإنقاص ثاني أكسيد الكربون إلى كربون عضوي، ويستخدم الناتج النهائي للتفاعلات اللاضوئية كمادة أولية لمركبات عضوية أخرى تحتاجها الخلية احتاج
إن مادة اليخضور في النباتات تقبع داخل مايسمى بالحزوز الموجودة في البلاستيدات. والشكل التخطيطي أعلاه يوضح تركيب الحز الواحد. ويجب ألا ننسى بأن هذا الحز ما هو إلا جزء من البلاستيدة التي يبلغ حجمها واحدا من الألف بالمليمتر. ومن المستحيل أن يظهر هذا التركيب الخارق للحز بتأثير الصدفة البحتة. فالورقة النباتية مثلها مثل أي شيء في الوجود مخلوقة بقدرة الله عز و جل.
العلماء لمئات السنين لكي يفهموا الخطوط الرئيسية في سلسلة التفاعل التي لخصناها هنا يُنتج النبات الكربون العضوي-الذي لا يمكن أن يُنتج بأية طريقة أخرى- منذ ملايين السنين ويعد الكربون مصدر الطاقة لجميع أنظمة الكائنات الحية تعمل الأنزيمات وتراكيب أخرى ذات خواص مختلفة أثناء تفاعلات التركيب الضوئي بتعاون كامل ولا يستطيع أي مخبر في العالم -مهما بلغ تطور تجهيزاته- أن يعمل بالطاقة التي تعمل بها النباتات؛ فهذه العمليات تجري داخل عضو بالغ الصغر يبلغ حجمه واحدا بالألف من الميليميتر وتطبق الصيغ المتنوعة منذ ملايين السنين بدون خطأ في جميع أنواع النباتات، ولا أخطاء في ترتيب التفاعلات ولا خلط بين كميات المواد الأساسية المستخدمة في التركيب الضوئي هناك جانب آخر في عملية التركيب الضوئي، حيث تقود العمليات المعقدة المذكورة سابقا النباتات في نهاية التركيب الضوئي لإنتاج الغلوكوز والأكسجين الأساسيين للكائنات الحية وتُستخدم هذه المنتجات التي تصنعها النباتات كطعام من قبل البشر والحيوانات وبواسطة هذا الطعام تخزن الطاقة في خلاياها وتستخدمها وتستفيد جميع الكائنات الحية بفضل هذا النظام من طاقة الشمس يتم التعرف على خواص الطاقة التي ستُستخدم في عملية التركيب الضوئي أثناء العمليات الجارية في المعمل الكيميائي، وعندما يُنظر إلى هذه العملية من وجهة النظر هذه نُدرك ماهية تفاصيلها الدقيقة التي تمت بشكل مخطط له، لذا فإن خواص طاقة الضوء المستنبطة من الشمس يمكن أن تفي بحاجة الطاقة اللازمة لحبيبات اليخضور لإنتاج التفاعلات الكيميائية الصحيحة لكي نفهم هذا التوازن الدقيق يحسن بنا أن نتفحص أهمية ضوء الشمس في التركيب الضوئي هل تم تنظيم ضوء الشمس خصيصاً للتركيب الضوئي؟ أو هل النباتات مرنة بشكل كافٍ لتستخدم أيّ ضوء يأتي في طريقها وتبدأ التركيب الضوئي بمساعدته؟ تستطيع النباتات القيام بالتركيب الضوئي بفضل حساسية اليخضور إزاء طاقة الضوء والنقطة المهمة هنا أن مواد اليخضور تستخدم ضوءا ذي طول موجي خاص وأشعة الشمس لها الطول الموجي الصحيح الذي يحتاجه اليخضور وبتعبير آخر هناك انسجام كلي بين ضوء الشمس واليخضور يقول جورج غرينشتاين الفلكي الأمريكي عن هذا الانسجام الدقيق في كتابه ''الكون التكافلي'':يُتم جزيء اليخضور عملية التركيب الضوئي وتبدأ آلية التركيب الضوئي بامتصاص الضوء من جزيء اليخضور وليحدث هذا يجب أن يكون الضوء ذا لون صحيح، فاللون الخاطئ لن يقوم بالمهمة المطلوبة ويمكن أن نشبه ذلك بجهاز التلفاز، فلكي يستطيع الجهاز استقبال قناة معينة يجب أن تكون الموجة على تلك القناة والشيء نفسه بالنسبة إلى التركيب الضوئي فالشمس تعمل كمرسل ويعمل جزيء اليخضور كمستقبل تماما مثل جهاز التلفاز وإذا لم يكن هناك تناغم بين اليخضور والشمس واللون فلن يحدث التركيب الضوئي؛ وهذا يثُبت أن لون الشمس هو اللون الصحيح (6)بإيجاز يجب أن تكون كل الظروف في تلك اللحظة مناسبة لكي يحدث التركيب الضوئي وسيكون من المفيد الآن أن نطرح سؤالا آخر يمكن أن يخطر ببالنا هل يمكن أن يكون قد حدث تغير عبر الزمن في ترتيب العملية أو المهام التي تقوم بها جزيئات اليخضور؟ في إجابة على هذا السؤال يقول المدافعون عن نظرية التطور- الذين يدعون أن هناك توازنات حساسة في الطبيعة حدثت نتيجة المصادفة: ''لو كانت هناك بيئة مختلفة، فإن النباتات تشرع في عملية التركيب الضوئي في تلك البيئة أيضاً لأن الكائنات الحية سوف تتكيف مع الوضع الجديد'' بيد أن هذا المنطق خاطئ كلياً، لأنه لكي تقوم النباتات بالتركيب الضوئي يجب أن تكون في تناغم وانسجام في تلك اللحظة مع الضوء القادم من الشمس ويكشف الفلكي جورج غرينشتاين- أحد دعاة التطور- هذا المنطق الخاطئ بقوله:''قد يعتقد المرء في حدوث تكيف معين، أي تكيف حياة النبات مع خواص ضوء الشمس هل كان باستطاعة جزيء آخر أن يحل محل اليخضور إذا كانت حرارة الشمس مختلفة ويتجه نحوها ليمتص ضوءا مختلف اللون؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي بالنفي، فكل الجزيئات تمتص الضوء ذي الألوان المتشابهة ويتم امتصاص الضوء بتنشيط الإلكترونات في الجزيئات للحصول على طاقة أعلى والمقياس العام المطلوب للقيام بهذا الأمر هو نفسه مهما كان الجزيء، وعلاوة على ذلك يتألف الضوء من فوتونات وحزم من الطاقة، وإذا كانت الفوتونات ذات طاقة خاطئة فإنّ عملية الامتصاص تتعطل وفي الواقع هناك تناسب دقيق بين فيزيائية النجوم وفيزيائية الجزيئات، وعند اختلال هذا التناسـب تـكون الحياة مستحيلة'' (7)لا يمكن أن يكون التركيب الضوئي مصادفة بالرغم من جميع هذه الحقائق الواضحة، يمكن أن نوجه مجموعة من الأسئلة مرة أخرى للذين يستمرون في دعم نظرية التطور، ويمكن أن نتأكد أن هذا النظام (التركيب الضوئي) لم يأتِ نتيجة المصادفة مَنْ وضع التخطيط لهذه الآلية التي لا تضاهي والتي وضعت في منطقة صغيرة مجهرية؟ هل بإمكاننا أن نتخيل أن خلايا النبات خططت لهذا النظام؟ وبتعبير آخر هل أن النبات هو الذي فكر في هذا النظام وخططه؟ إن الجواب هو بالتأكيد لا، لأنه من البديهي أن خلايا النبات لا تستطيع التفكير أو التخطيط وهي لم تخلق هذا النظام الدقيق الذي نراه، إذن في هذه الحالة هل هو نتاج عقل بشري فريد ومبدع؟ الجواب أيضا بالنفي، إذ لا يعقل أن يكون الإنسان هو الذي أنجز هذا المعمل الذي لا يصدق في مساحة لا تتجاوز واحداً بالألف من الميليميتر، فالإنسان في الواقع لا يستطيع حتى مشاهدة ما يحدث داخل هذا المعمل المجهري بالغ الصغر عندما نتأمل معا في ادعاءات التطوريين نعرف لماذا كانت الإجابة على الأسئلة بالنفي، وسوف تتوضّح أكثر الإجابة حول كيفية ظهور النباتات تدعي نظرية التطور أن جميع الكائنات الحية نشأت على مراحل، وأنه كان هناك تطور من البسيط إلى المعقد ولنتفحص الأمر هل يمكن أن يكون هذا الزعم صحيحا بأن نرى هل بإمكاننا أن نحدد عدد الأقسام الموجودة داخل عملية التركيب الضوئي ونفترض على سبيل المثال أن هناك 100 عنصر ضروري لحدوث عملية التركيب الضوئي (على الرغم من وجود أعداد أكبر بكثير في الواقع)، وإذا أكملنا افتراضنا لنتخيل أن من هذه المائة عنصر ظهر عنصران -كما يدعي التطوريون- بالمصادفة، ولنفترض أنهما توالدا ذاتياً، ففي هذه الحالة يجب أن تكون هناك فترة انتظار لملايين السنين لظهور بقية العناصر؛ وحتى لو تطورت هذه العناصر لتنضم إلى بعضها البعض فلن يكون هذا مفيداً في غياب بعضها الآخر ومن المستحيل أن نتوقع أن تشكل
باقي العناصر نظاماً لا يعمل في غياب أحد عناصره؛ ولهذا السبب فإن ادعاء التطوريين أن نظاماً معقداً مثل التركيب الضوئي ظهر بتطور تدريجي بالمصادفة من العناصر التي يتألف منها بعد أن اجتمعت مع بعضها البعض يتناقض مع العقل والمنطق، ولا يمت إلى العلم بصلة يمكننا أن نلاحظ عدم جدوى هذا الادعاء بأن نلقي نظرة أخرى على بعض مراحل التركيب الضوئي أوّلا -لكي يحدث التركيب الضوئي- يجب أن تكون جميع الأنزيمات والأنظمة موجودة في خلايا النبات في الوقت نفسه، كما يجب أن تُرتب المدة الزمنية لكل عملية وكمية الأنزيمات بشكل صحيح ودقيق في كل مرة لأن أصغر خطأ أو تشابك في التفاعلات التي تحدث (مدة العملية على سبيل المثال أو تغير صغير في كمية الضوء التي تدخل أو المواد الأساسية) تفسد المنتج الذي يظهر في نهاية التفاعل وتجعله عديم الفائدة لو نقص أحد العناصر التي وصفناها فإن النظام كله يصبح عديم الفعالية يبرز سؤال عند هذه النقطة هو كيف بقيت جميع هذه العناصر غير الفاعلة على قيد الحياة حتى أصبح النظام بكامله جاهزاً ؟ هناك حقيقة معروفة بأنه كلما نقص حجم تركيب ما تزداد نوعية هندسة أنظمته وذكائها وعندما تتناقص آلية في الحجم فهي تكشف قوة التكنولوجيا المستخدمة فيها تظهر ومقارنة الكاميرات أو آلات التصوير اليوم وتلك المصنوعة في السنوات الماضية هذه الحقيقة بشكل أوضح وتزيد هذه الحقيقة من أهمية التركيب الدقيق في الأوراق والسؤال كيف تقوم النباتات بعملية التركيب الضوئي في هذه المعامل بالغة الصغر في حين لم يستطع الإنسان القيام بها في معامل
عملية التركيب الضوئي
عندما تسقط أشعة الشمس على الورقة النباتية تنفذ خلال الطبقات المتكونة للورقة، عندئذ تقوم تراكيب اليخضور الموجودة ضمن البلاستيدات الخضراء بتحويل الطاقة الموجودة في الأشعة الشمسية إلى طاقة كيمياوية. وبدوره يقوم النبات باستخدام هذه الطاقة لصنع الغذاء. إن هذه العبارات القليلة ماهي إلا خلاصة شديدة الإيجاز لما استطاع العلماء من سبر غور مايجري داخل النباتات عبر بحوث مضنية تكللت بالنجاح في خلال منتصف القرن العشرين. ولأجل فهم مايجري خلال عملية التركيب الضوئي ينبغي دراسة التفاعلات الكيميائية التي تملأ صفحات عديدة مكتوبة. ومع كل هذا الكشف العلمي فلايزال هناك المجهول مما يتعلق بهذه العملية. أما النباتات فلم تتوقف عن أداء هذه العملية منذ ملايين السنين موفرة بذلك للبيئة الأوكسجين والغذاء اللازمين.
الضخمة؟ لا يستطيع دعاة التطور تقديم أية أجوبة معقولة لهذه الأسئلة وغيرها؛ ويختلقون بدلاً من ذلك سيناريوهات خيالية متعددة، أما التكتيك المتبع في هذه السيناريوهات فهو إغراق الموضوع بتعابير وتفسيرات تقنية غامضة وديماغوجية يحاولون فيها إخفاء ''حقيقة الخلق'' البّينة في جميع الكائنات الحية باستخدام أعقد المصطلحات، وبدلاً من الإجابة على أسئلة مثل كيف؟ ولماذا؟ يضعون معلومات تفصيلية ويضيفون مفاهيم تقنية ثم يقولون في النهاية إنها نتيجة التطور ومع ذلك لا يستطيع حتى أكثر دعاة التطور تصلباً إخفاء دهشته أمام أنظمة النباتات الإعجازية يمكننا أن نستشهد بأحد أساتذة التطور في تركيا علي ديميرسوي كمثال حيث يشدد البروفيسور ديميرسوي على إعجازية عملية التركيب الضوئي ويدلي بالاعتراف التالي:''التركيب الضوئي في الواقع حدث معقد، ويبدو من المستحيل حدوثه في جزء صغير من الخلية؛ لأنه من المستحيل أن تنشأ جميع المستويات دفعة واحدة ولا معنى لها إن ظهرت فرادى'' (
وُجدت آلية العمل الدقيقة في التركيب الضوئي في كل نبات على الأرض؛ وتحدث هذه العملية حتى في الأعشاب التي نراها عادية جداً وإذا أخذنا من نبات معين المواد ذاتها بنفس الكميات التي لها دور في التفاعل سوف يفرز المنتجات نفسها، كما أن سرعة التفاعل وتعاقبه هي نفسها؛ وينطبق هذا على جميع النباتات التي تقوم بالتركيب الضوئي بدون استثناء من غير المنطقي بالطبع أن ننسب قدرات مثل الفكر وعملية اتخاذ القرار للنباتات، لكن أن نفسر هذا النظام الموجود في كل النباتات الخضراء والذي يعمل إلى درجة تصل إلى حد الكمال بقولنا ''لقد تطور وفق سلسلة من المصادفات'' يتجاوز كل منطق نواجه عند هذه النقطة حقيقة جلية هي أن التركيب الضوئي نظام معقد تم تصميمه بإدراك خارق بمعنى خلقه الله تعالى وقد وجدت هذه الآليات لحظة نشوء النباتات، ووجود هذا النظام الدقيق في مكان بالغ الصغر يبرهن لنا على قوة المصمّم نتائج التركيب الضوئي نتائج التركيب الضوئي الذي يحدث في حبيبات اليخضور مهمة جدًّا لجميع الكائنات الحية في العالم إن الكائنات الحية هي سبب الازدياد المستمر في غاز ثاني