السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أحد الأيام كنت على موعد مع أحد الزملاء في أحد المساجد بالتحديد ظهراً بحيث نؤدي سوياً صلاة الظهر في هذا المسجد وكان أخونا هذا عمله بجوار هذا المسجد أي أنه على معرفة تامة بهذا الحي ... المهم أدينا صلاة الظهر سوياً في هذا المسجد وعند خروجنا من المسجد بعد انتهاء الصلاة وعند الباب الخارجي من المسجد لفت انتباهي وجود طفل في العاشرة تقريباً من عمره يبكي بكاءً حاراً يكاد كبده يتفطر من شدة البكاء وبجواره شنطته المدرسية ..
أخذتني الشفقة على هذا الطفل وهو مستمر في البكاء أول ما تبادر إلى ذهني أنه حدث بينه وبين أحد زملائه شجار لذلك فهو يبكي بعد هذا الشجار وذلك كعادة الأطفال الذين هم في سنه أو دونه يحدث بينهم في العادة بعد انتهاء اليوم الدراسي أو شيء من هذا القبيل ...
سألت زميلي من الذي تعرض له حتى يبكي كل هذا البكاء ...
وإذا بالرد من زميلي مغاير تماماً لكل ما بنيته عن حالة هذا الطفل ..
قال لي زميلي : هذا الطفل مدرسته قريبةٌ جداً من المسجد وهو حريص جداً ..جداً على أن يؤدي صلاة الظهر مع الجماعة في هذا المسجد وإذا فاتته صلاة الجماعة يظل كما ترى عند الباب الخارجي هذا ويبكي بكاءً شديداً على ضياع صلاة الجماعة يحدث معه هذا مرة في الأسبوع أو مرتين وهو على هذا الحال وفي بعض الأحيان يتجه إلى المؤذن ويقول له لماذا أقمت الصلاة مبكراً وأضعت علي صلاة الجماعة ...
قلت سبحان الله .. اللهم زده حرصاً ...
لقد أثر هذا الموقف في نفسي وجعلني أتأمل جيداً في وجوه من مررت بهم في طريقي للصلاة ولم أرهم في المسجد وخرجت من المسجد وهم على حالهم لم يتزحزح أي واحد منهم من مكانه قيد أنملة .. وقلت ليت لمثل هؤلاء قلوب حية مثل قلب ذلك الغلام الذي لم يبلغ بعد سن التكليف ولديه حرص شديد على عدم تضييع صلاة الجماعة ...
أين شبابنا رواد المقاهي والملاهي الذين عمروا الليالي والسكك بالذهاب والإياب إلى قرب صلاة الفجر يعكرون أجواء الطرقات بأنواع الموسيقى الغربية والتي لا يفقهون من معاني كلماتها أي شيء أو بالتفحيط وأذية عباد الله النائمين ... ثم إذا حان وقت صلاة الفجر فروا مذعورين عند سماع أذان صلاة الفجر وإلى أين إلى المسجد .. كلا ... بل إلى فراش النوم .. وقرب موعد صلاة المغرب تكون اليقظة والاستعداد الجديد للاتصال ( بالشلة ) لتحديد مكان السهر في تلك الليلة هذا وحدث ولا حرج عما يرتكبون في تلك الليالي من المعاصي والذنوب والأكبر من ذلك ضياع الصلوات ليس في أدائها مع الجماعة بل ضياعها بالكلية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
