mari عضو جديد
عدد الرسائل : 31 العمر : 30 البلد : الجزائر "الشلف" العمل : طالبة في الثانوية المزاح : مرحة دعاء : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 02/06/2009
| موضوع: *لك يا غزة هذه الكلمات الذهبية الثلاثاء 4 أغسطس - 11:46 | |
| سلام عليك غزة في الاولين و الآخرين ..!؟ غزة تصحو قبل ان يتنفس الصبح .. تسابق الديكه في الصياح على النائمين .. تذكر الله كثيرا .. حي على الصلاة .. حي على العمل .. تعفر وجهها الكئيب بحفنات من مياه ليست صالحة للاستعمال .. و هي لا تبدل ملابسها في الصباح و منذ سنين طويلة و هي تنام في ثوبها المعتاد.. الطرحة البيضاء لا تبرح رأسها فقط عيناها هما اللتان تقدحان شررا و تطلان من شقوق الملاءة .. و حين يفور إبريق الشاي على حواف الموقد العتيق .. تقبض عليه ساخنا بكفها الغليظة .. و تنداح تسحب بطانية مهترئة عن عشرة اطفال ممدون في غرفة اضيق من علبة سردين .. تروح تعلق على اكتافهم حقائبهم المدرسية و تودعهم عند الباب الى الطرقات الوعرة المؤدية الى مدارس الوكالة .. و هناك يصطف الاطفال في وجوم .. هي قامات لاطفال صارمون .. يشربون حليب " الوكالة " و يبلعون حبوب الفيتامين و كسرات من بسكويت مقدد تسخو به الهيئات الدولية كمنح و هبات .. ثم يتسللون الى قاعات الدرس و في رؤسهم يختبيء المصير المجهول ..رجال غزة في الصباح يملئون الطرقات .. و يتدافعون الى محطات الركوب التي تقلهم الى جهات معلومة او غير معلومة .. يعملون باجر بخس لا يقيم اودهم .. يشكون الى الله ضعف قوتهم ، و قلة حيلتهم ، و هوانهم على الناس .. كل منهم يقبض على صرة فيها قوت يومة الشاق .. هذه هي غزة منذ ان اطلت على الدنيا و هي في غاية الوفاء الى ابناءها ، تحنو عليهم .. و تمسح دمعتهم و ترضعهم على مدار العام ! لهذا ترى اثدائها متدلية خلف الثوب الاسود الفضفاض ، يمتصون لبانه حتى اخر قطرة دم .. رجال غزة ، اقوياء و لا يفلهم الحديد و لا سياط القهر ، و لم تدسهم جنازير الدبابات .. يقف الطفل الغرير امامها بكل اباء و شموخ .. و يلقهمها الحجر تلو الاخر ، اطفال لا يحملون في حقائبهم كراسات الكتابة .. فقط : حقائب مملؤة بحجارة التحدي و المقارعة .. يقف الصهاينه امام نساء غزة و اطفالها وهم مدججون بالقوة , خائفون .. مذعورون ، كجرذ يتدافع في الازقة و الزوايا ، يخفون خلف اقنعتهم ظلاما من الحقد و الانتقام .. و حين تدوس عرباتهم طفل ثائر وقف يتحدى جبروتهم بحجر يترجل الضابط و يلقي عليه تحية الخلود و الاعجاب و يقدم له حفاوة التكريم اللائق .. هذه هي غزة .. منذ ان ولدت و هي تتغذى على قرون الفلفل الحار الذي يسري في دماءها كجمر لاذع ينتفض ضد الظلم و الانكسار .. و باحات بيوتها العارية تنمو في جنباتها الخبيزة و الجرجير و عين الجرادة و البصل الاخضر .. لا تعرف الكافيار ، و لم تذق الجمبري .. و لم تتعشى على الاستكوزا ..هذه هي غزة .. تجلس عند اقدام البحر .. تناجيه .. تشكو له احزانها و آلامها و يدور بينهما عتاب لا يعلمه غير الله .. تظل واقفة هناك بانتظار الغروب و حين يلف الليل الشاطيء المهجور .. تنزل غزه الى البحر و تعانق الموج .. لا تلبس مايوها ملونا و لا تبرز مفاتنها .. تظل حبيسه في ثوبها المعتاد و من تحته بنطالها الطويل .. غزة عفيفة و ملتزمة ، تصلي فرضها و تصوم شهرها و تحفظ فرجها و تختم القرآن كل شهر .. تستحى حتى من سقوط ضوء القمر و اشعة الشمس على جسدها ..غزة .. لا تقف امام المرآه كي تتزين .. و لا تضع مساحيق الجمال ولا تضع الروج على شفتاها ولا تجري عمليات الشد لوجهها البريء .. و لا تذهب الى الماشطات .. لا تنمص حواجبها .. و لا تضع المانيكير على اصابعها .. و لا تلبس قفازات بيضاء ..ولا تضع في معصميها اساور الذهب .. و لا تغير من نبرة صوتها .. هي .. هي كما ولدتها امها .. غزة .. تنام مبكرا .. تغسل قدميها الحافيتين و تاوي الى الفراش تحت دالية ناعسة في باحة الدار .. تنام حتى الصباح .. لا ترتاد الاندية الليلية و لا ترقص في الحانات .. و لم تشرب الخمر في حياتها .. و لم تحتفل يوما بعيد ميلادها ..و لا يروق لها ان تطفيء الشموع .. تسعى على الدوام ان تضيء دروب المستقبل لشعبها المظلوم ..غزة لا تكشف بطنها على طبيب و يجيئها المخاض الى جذع النخلة و لا تأخذ قسطها من النفاس .. تنهض من فراشها قبل الاربعين .. تمارس كافة اعمالها الشاقة .. و اذا انتابها مغص تداوت بالميرمية و الزعتر البلدي و منقوع الحلبة .. غزة منذ ان عبث بها العدو الغاصب و خدش خدودها و استحيا نساؤها و كسر اصابعها و هي تعيش على معونات الدول المانحة .. تحمل في جيبها بطاقة الاعاشة و تقف في طابور مزدحم ، و في صدرها فيض من المرارة كي تحصل على كفافها من الحسنات التي يتبعها منا و اذى .. !!هؤلاء هم رجال غزة .. بسطاء ، و هم في غاية الود ، يلتحمون في الافراح و يجتمعون في الاتراح ، وجهوهم تقطر الما و حزنا على فراق قتلاهم و هي صارمة حد السيف .. مليئة بالبؤس و الشقاء .. يشدون بعضهم بعضا ، لا يرضون الدنية في دينهم و عرضهم .. يتدافعون الى الشهادة بكل جرأة و شجاعة .. و لا يخشون في الله لومة لائم .. تسيل دمائهم بسخاء على التراب الفلسطيني .. يشيعون شهدائهم و هم يحملون على اكتافهم بنادق الغضب .. ثم يعودون الى ميادين الصراع و الثأر بكل عنفوانهم و تحديهم و صلفهم.. يقاتلون بالعصي و الحجارة و الحناجر و الاطارات المشتعلة و يصنعون الصواريخ بورش الحدادة البدائية .. فيرهبون عدو الله و عدوهم ..هذه هي غزة .. ليس لها شهادة ميلاد .. فقد بعثها الله منذ الازل ، يطل من عينيها التاريخ و عبرها القراصنة و البرابرة و الطامعين و المعتدين و خرجوا منها مهزومين و مندحرين .. غزة ليس لها اجل محتوم .. و ستظل تقاتل بانيابها و اظفارها .. و لن تهزها رياح التحدي و القهر و لن تبرح مكانها .. و على صدرها تتساقط كل سهام الغدر و الخيانة .. ستظل كابوسا يقض مضاجع العدو و يجلجل صحوه .. و هذا العدو سيندم يوما بانه حاول ان يشد غطاء راسها .. سيندم بانه مس شعره من جديلتها .. سيندم بانه داس على بساطها .. سيندم بانه فرك حصوة تحت حذائها .. فسلام عليك غزة في الاولين و الاخرين .. | |
|
مايلي سايروس عضو جديد
عدد الرسائل : 65 العمر : 28 البلد : الجزائر العمل : طالبة المزاح : متقلبة المزاج دعاء : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 03/05/2009
| موضوع: رد: *لك يا غزة هذه الكلمات الذهبية الأربعاء 5 أغسطس - 18:01 | |
| | |
|
الفرعون عضو جديد
عدد الرسائل : 3 العمر : 32 دعاء : السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/02/2010
| موضوع: رد: *لك يا غزة هذه الكلمات الذهبية الأربعاء 3 فبراير - 23:36 | |
| | |
|