حديث يوم
تجمعت الأيام يوما !
فدار بينها حديث شيّق !
لم تترك مجالا إلا وخاضت به
تحدث السبت عن عنجهيته !
وعما يسببه من أزمات نفسية للغير !
فبادره الأحد قائلا :
أنا أخف منك ، وعيبي أني أقف خلفك !
فعندما يصحو أحدهم ويراني ، يتذكرك ، ويبدأ في كيل الشتائم لي !
في المقعد المجاور ، كان الاثنين يحاور !
وبخيلاء الأبطال يناور !
قال أنا أوسطكم ، ففي قلوب الناس لي محبة ووقار ، وفي أعينهم شوق وانتظار !
لا إلى أصحاب اليمين أنتمي ، ولا لأصحاب اليسار !
تبسمت الأيام من حكمته ودهائه !
واستلم الحديث الثلاثاء ، وكان يتحدث بكبرياء ، فقال أنا بداية لكل جميل ..
فالأيام خلفي تجري ، والإجازة أمامي تتهادى ..
أعانق الأربعاء ، وأستنشق رحيق الثلاثاء !
بادر الأربعاء بالضحك ، وقال :
أنا أحب الأيام إلى القلوب ، ولكني أسرعها في الهروب !
فالكل ينتظرني ، وبباقات الورد يطوقني ..
وإذا رأيت الخميس قادم ، أصبحت من الفرقى نادم
ففيه الجميع مغرمون ، وبلياليه الصحب هائمون ، فهم سالمون غانمون !
اكتفى الخميس بحديث الأربعاء ، ولم يضف عليه غير الدعاء !
وتناول الجمعة طرف الكلام ، فتبتختر بفضله بين الأنام !
ولكن يلحقك منّا ملام ، فأنت نهاية أجمل الأيام !
