أين الحياااااااااااااااااء؟

سأسرد ما يختلج في خاطري.. باسلوب قصصي .. بعيدا عن
الاغراق الممل

كم ارقني هذا الموضوع لليالٍ جمة .. !!



في احد الايام أفقت من النوم مفزوعة من صوت المنبه .. حالما رايت الساعة .. كانت تقارب التاسعه صباحا .. با الهي .. وقت المحاضرة .. قليلا ويحين !! قفزت من فراشي قفزة المصروع .. اغتسلت .. بعثرت ملابسي هنا و هناك لبست عباتي و حجابي .. ما احلى ثوب العفة و الحياء .. خرجت من الغرفة و رأيت والدتي قبلتها على رأسها .. رأت غرفتي ففزعت .. فقالت هل اصاب غرفتك إعصار تسونامي ؟!!


صعدت سيارتي .. ادرت المفتاح .. لا تعمل .. نعتها غضبا .. تهللت .. لا اله الا الله .. ثم نعتها من جديد.. اعملي لا وقت لدي .. لم تعمل !!! .. لاطفتها .. "يا حبيبتي ما اتفقنا على هذا !! " .. فاشتغلت و كأنها كانت تنتظر مني هذا الجواب !! كثيرا في حياتنا ومواقفنا السلبية .. نحتاج الى هذه الردود الايجابية ..

انطلقت مسرعة الى الجامعه .. اوقفت السيارة .. سحبت حقيبتي .. و سرت مسرعة .. تعثرت خطواتي .. كدت اسقط لولا رحمة الله .. صعدت الدرج و كم ذكرني بسور الصين العظيم .. يكاد لا ينتهي من طوله .. !!

حالما وصلت الى قاعة المحاضرة دخلت .. فاذا بالوضع كان غريبا الطالبات في الامام و الطلبة جالسون في الخلف الا من رحم ربي .. .. .. حزنت قليلا .. اردت الجلوس في اخر صف .. لكني ترددت لأنه كان قريبا جدا من الطلبة في الخلف .. صعدت الدرج قليلا .. فقاعة المحاضرة على هيئة مدرجات .. .. .. تراجعت في خطواتي و جلست على اول كرسي وقع عليه ناظري .. فثواني و يدخل الدكتور .. مرت الدقائق ولم يحضر الدكتور .. أصوات البنات تتعالي و الضحك الهستيري يكاد لا يتوقف .. أكاد لا أسمع صوتا للطلبة سواء الجالسين في الخلف او الامام .. تلفت قليلا .. هذه تضع الكحل لصديقتها و الاخرى تضحك ضحك المجنون .. و تلك تتميع في كلامها .. و اخرى تتكسر في مشيها .. نظرت الى الامام شخصت ببصري قليلا .. مشاعري تداخلت .. احسست بالانتهاك ..
ما اللذي حصل ..

حياؤها .. عفتها .. انتهكا !! و ممن .. منها هي !!

و كان لسان حالي يقول ..
اين الحياء من النسااااء !!

ذهب الحيااء .. و ما أجمله من خلق ..
فالحياء من صفات الله سبحانه وتعالى :


يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:
((إن الله حيي كريم يستحي من عبده، إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا))




و الحياء من خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام فلقد:


((كان أشد حياء من العذراء في خدرها)) ..

وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز:

"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء "




أجمل ما فيها حياؤها .. !!

و ها هي تنحره بكلتا يديها ..

انه يحتضر .. حياؤها !!

أطرقت برأسي خجلا من هول ما رأيت ..

و تذكرت قول الشاعر ..


إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فافعل ما تشاء...
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذ ذهب الحياء ...
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء...




منـقـــــــــــــــــول