اليوم سأنقل لكم من كتاب نظريات الشخصية موضوع من أهم المواضيع في رأي لنفهم أنفسنا أكثر وهو ميكانزمات الدفاع لفرويد0
بداية هي ميكانزمات تتبعها الأنا لكي تواجه التهديدات الخطرة من الهي أو الأنا الأعلى أو العالم الخارجي والقلق المرتبط بهم0
1/الكبت: وهوى عملية استبعاد لاشعورية للأفكار والخبرات الخطرة المهددة من الشعور إلى اللاشعور، هذه الخبرات يمكن استرجاعها عند الحاجة ولكنها تحتاج إلى مجهود كبير، ونحن لانشعر باستعمال الكبت لكي لاتأخذ الخبرات الخطرة مكاناً لها في الشعور، وتعرف هذه العملية باسم تشتت الطاقة النفسية(وهي عكس تركيز الطاقة النفسية للهي) ومادام تشتت الطاقة النفسية للأنا أقوى من تركيز الطاقة النفسية فإن عملية الكبت تتم بنجاح ولاتصل الخبرات الخطرة إلى الشعور، وفي أثناء النوم تضعف سيطرة الأنا وتسمح بظهور الخبرات في صورة أحلام وربما يحدث ذلك أيضاً في حالات الثمالة بالخمور والحرمان المفرط أو الإغراءات الخارجية0
2/ التكوين العكسي: غالباً مايحدث الكبت مع نوع آخر من ميكانزمات الدفاع هو التكوين العكسي حيث تستبدل بالاندفاعات المهددة والخطرة بطريقة لا شعورية اعتقادات عكسية0
3/التبرير:هو عملية يحاول الشخص من خلالها إضفاء تفسير متماسك من وجهة نظره المنطقية أو مقبول من وجهة نظر خلقية لموقف أو فعل أو فكرة أو شعور والتبرير حيلة دفاعية تأخذ شكلاً منطقياً لخداع الذات أو الضمير حتى تخفف الشعور بالذنب أو الخجل وحتى يسهل على الأنا تقبل سلوك الفرد وانفعالاته، ويسهم التبرير في تحويل القلق العصابي والقلق الخلقي إلى قلق واقعي أقل خطورة0 كما يقلل من قيمة بواعث العداء وأسبابه كعذر مقبول ومتعقل للتصالح مع الأعداء0
4/الإسقاط: وهو ميكانزم لا شعوري يخفي دوافع خطيرة0 حيث ينبذ الشخص من ذاته بعض الصفات والمشاعر والرغبات، وحتى بعض الموضوعات التي يحتملها ولايستطيع مواجهتها ويصرح بعدم وجودها فيه ويلصقها بأشياء أو أناس آخرين0 فالبخيل يصف الناس بالبخل واللص يصف الناس بأنهم لصوص0
5/ الإنكار (إنكار الواقع) عملية لاشعورية تحمي الأنا من مواجهة الواقع في الحقيقة المؤلمة، ويختلف الإنكار عن الكبت في أن مصدر الخطر هنا هو العالم الخارجي وليس اندفاعات الهي مثل إنكار ملاحظة عاصفة أو سحابة عند القيام بسفر طويل0
6/أحلام اليقظة: وهو ميكانزم دفاعي يصاحب الإنكار في حالات كثيرة، حيث الحاجات غير المشبعة في الواقع يتم إشباعها في خيال الفرد وأحلامه ، فالطفل يمكن أن ينكر ضعفه ليس فقط باللعب مع رموز تطمئنه لقوته مثل لعبة بالمسدسات والدمى ولكن أيضاً من خلال أحلام اليقظة التي تدور حول كونه مشهوراً وذا قيمة وأهمية بالنسبة لوالديه وأحلام اليقظة تحقق بعض الوظائف الدفاعية إذا كانت باعتدال وهذا أمر مطلوب إلا أنها إذا زادت عن الحد حالت دون قيام الأنا بتحقيق وظيفتها على أفضل وجه حيث تؤدي إلى تزييف الإدراك وخطأ التعامل مع الواقع0
7/العزل(التفكك)حيث الانفعالات المهددة يمكن بطريقة لاشعورية أن تنفصل عن الأفكار والذكريات والخيالات المرتبطة بها وتعرف هذه الحيلة باسم عزل الأثر0
8/الإلغاء: حيلة لاشعورية تعني القيام بسلوك عكسي لسلوك مستهجن سابق لإلغاء أثره0
9/الإزاحة: الإزاحة من العمليات اللاشعورية التي تقوم بها الأنا لأغراض دفاعية، فالاندفاعات الخطيرة يمكن أن يحدث لها إزاحة كالطفل الذي يضرب لعبته بدلاً من أخيه، والراشد الذي يرفع صوته على زوجته بدلاً من رئيسه0
10/التقمص أو التوحد: أحد الوظائف السوية التي قد تستخدم كميكانزم دفاعي فتوحد الطفل مع الأب هو أمر ضروري لتقليد سلوك الكبار واكتساب قيم المجتمع ومعاييره حيث يتمثل شخصية الأب ويجعلها جزءاً من شخصيته0
11/ النكوص أو الارتداد: قد تلجأ الأنا إلى النكوص أو الارتداد لاشعورياً، والنكوص يعني العودة لسلوك مطابق كأن يمارس في فترة مبكرة من حياة الفرد وسبق الإقلاع عنه كلما واجهت الفرد مشكلة أو موقفاً محبطاً أو لوجود منافسين يهددون الفرد0
12/التسامي: ميكانزم دفاعي لاشعوري يحول الدوافع المحرمة كالقتل والعدوان إلى سلوك اجتماعي مقبول كالرياضة العنيفة أو التسامي بالدافع الجنسي إلى سلوك مقبول اجتماعياً مثل كتابة الشعر العاطفي أو القصص العاطفية0 ويختلف التسامي عن ميكانزمات الدفاع الأخرى في أنه يمثل سلوكاً سوياً ومثالياً يشجع عليه المجتمع0 وهو الحل الحقيقي للغرائز المحرمة والمستهجنة اجتماعياً0 وهو ذو فائدة للفرد والمجتمع0
