** ^^ ** جَــوائــــز حـفـَّـاظ الـقـــرآن الـكَـــريـــم ** ^^ **
يكفي أهل القرآن شرفاً وفضلاً أنهم يحملون في صدورهم ذلك الكتاب الفذ
الفريد الذي غيّر الله به تعالى مجرى التاريخ, وأخرج الناس من الظلمات إلى
النور وهداهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم.
وأعظم من هذا أنه كلام الله تعالى, وحسبك شرفاً بهذه اضافة, وأي شرف أعظم
من كلام الله تعالى تضعه في صدرك.
ثم زادهم الله تعالى تشريفاً وتكريماً فخصهم بالكثير من الجوائز والهبات
التي يحصلون عليها ببركة القرآن, ومنها:
الجائزة الأولى: ( أنهم أهل الله وخاصته )
إنه والله وصف وشرف يهون دونه كل شرف, وأنه يصبح العبد الفقير الضعيف من
أهل الله وخاصته.
الجائزة الثانية: ( الصلة الخاصة بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم )
لأنهم وصلوا أسمائهم باسمه صلى الله عليه وسلم في سلسلة إسناد حفاظ القرآن
الكريم, وهي سلسلة مباركة مليئة بالحفاظ والعباد والعلماء, والصحابة
الكرام,
وتنتهي عند اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم, الذي أخذه عن جبريل عليه
السلام, عن رب العزة الجلال.
الجائزة الثالثة: ( أنهم يتشبهون بالرسول صلى الله عليه وسلم )
لأنهم يتلقون القرآن من شيوخهم كما تلقاه الرسول صلى الله عليه وسلم عن
جبريل عليه السلام, وأنهم يحفظونه كما حفظه, ويتعهدونه كما تعهده.
الجائزة الرابعة: ( أنهم خير هذه الأمة )
إذا لم يكن أهل الله تعالى الذين اتصلوا برسوله صلى الله عليه وسلم هم خير
هذه الأمة فمن يكونوا؟
لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
الجائزة الخامسة: ( أنهم أرفع الأمثلة )
قال صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها
طيب وطعمها طيب, ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة
لا ريح لها وطعمها حلو, ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها
طيب وطعمها مُر, ومل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها
وطعمها مُر "
رواه البخاري 5007, ومسلم 1328 .
الجائزة السادسة: ( أن النار لا تمسهم )
وهل تجرؤ النار على أن تمس أهل الله وخاصته, قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لو جعل الله القرآن في إهاب ثم ألقيَ في النار ما احترق " رواه أحمد.
قال العلماء: " هذا إهاب من جلد فكيف به حين يجعل في قلب حي يتدبره ويعمل
به " , وقال أبو أمامة رضي الله عنه: " اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه
المصاحف,
فإن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن " روا الدارمي 3185 .
الجائزة السابعة: ( لهم أوفر نصيب من مأدبة الله تعالى )
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " إن هذا القرآن مأدبةُ الله فخذوا
منه ما استطعتم فإني لا أعلم شيئاً أصفَرَ من خيرٍ, من بيت ليس فيه كتاب
الله شئٌ
خرب كخراب لبيت الذي لا ساكن له " رواه الدارمي 3173 .
الجائزة الثامنة: ( أن القرآن يشفع لهم )
وشفاعة القرآن ليست من أجل أن لا يدخل صاحبه النار فقط, بل من أجل أن يرتقي
بصاحبه في درجات الجنان, قال صلى الله عليه وسلم: " اقرأوا القرآن ,
فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه " رواه مسلم .
الجائزة التاسعة: ( أنهم أكثر الناس حسنات )
لأن لهم بقراءة كل حرف من القرآن حسنة.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول (
الـم )
حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذي .
ومن المعلوم أن الإنسان لا يمكن أن يحفظ القرآن إلا بعد كثرة قرائته
ومراجعته يحصّل بها الكثير من الحسنات " .
الجائزة العاشرة: ( استقبال القرآن لهم عند خروجهم من قبورهم )
حيث يستقبلهم القرآن أحسن إستقبال حين يخرجون من قبورهم, قال بريدة رضي
الله عنه: كنت جالساً عند الرسول صلى لاالله عليه وسلم فسمعته يقول:
" .... وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشقُّ عنه قبره كالرجل
الشاحب فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفكو فيقول أن صاحبك القرآن الذي
أظمأتك
في الهواجر وأسهرت ليلك, وإن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل
تجارةٍ فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع عل رأسه تاج الوقار
ويكسى والده حُلتين لا يُقوَّم لهما أهل الدنيا فيقولان بم كُسينا هذه؟
فيقال بأخذ ولدكما القرآن ثم يُقال له إقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها فهو
في
صعود مادام يقرأ هذا كان أوترتيلا " رواه الإمام أحمد 21892 .
الجائزة الحادية عشر: ( أنهم أرفع الناس درجة في الجنة )
يرتقون بكل آية يحفظونها درجة في الجنة, قال بعض العلماء وعدد درجات الجنة
بعدد آيات القرآن, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يقال لصاحب
القرآن إقرأ وارتق ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية
تقرأ بها " روا الترمذي 2838 .
الجائزة الثانية عشر: ( أن القرآن يحلي أصحابه بأحسن الحلل والتيجان )
لا يترك القرآن أهله حتي يحليهم بأحسن الحلل, ويلبسهم أجمل التيجان,
ويجعلهم يفوزون برضوان الرحمن, فن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم:
" يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول يارب حَلِّهِ فيُلبَس تاج الكرامة ثم
يقول يارب زده فيُلبس حُلَّةَ الكرامة ثم يقول ياربِّ ارض عنه فيرضى عنه
فيُقال له اقرأ وارق
وتُزاد بكل آيةٍ حسنة " رواه الترمذي 2839 .
الجائزة الثالثة عشر: ( صدور أهل القرآن كالبيوت العامرة )
لأنهم أحيوا قلوبهم وعمروا صدورهم بهذا القرآن, لقوله صلى الله عليه وسلم: "
إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب " رواه الترمذي
ويفهم من الحديث أن الذي في جوفه شئ من القرآن كالبيت العامر الجميل.
الجائزة الرابعة عشر: ( القرآن يلقن أصحابه حجتهم يوم القيامة )
سوف يسأل الإنسان في ذلك اليوم العظيم عن خمسة اسئلة من بينها السؤال هن
عمره وحياته, خاصة في فترة الشباب, فهل تجد جواباً أفضل من أن تقول: أفنيت
شبابي
أحفظ القرآن, وأتدبر القرآن, وأعمل بالقرآن, وأصبح ثم امسي مع القرآن.
الجائزة الخامسة عشر: ( أهل القرآن يتظلون في ظل عرش الرحمن )
من أعظم الأهوال التي تحصل يوم القيامة, اقتراب الشمس ودنوها من الخلائق,
في هذا الموقف العظيم يكرم الله سبحانه وتعالى طائفة من عباده فيظلهم في
ظله
يوم لا ظل إلا ظله, هذه الطائفة حدد النبي صلى الله عليه وسلم أفرادها في
قوله: " سبعةً يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: .......... " فذكر
منها شاب نشأ في عبادة ربه,
وهو وصف ينطبق على أولئك الشباب الذين نشئوا في حلقات التحفيظ في بيوت
الله..
الجائزة السادسة عشر: ( حافظ القرآن عنده مفتاح كل العلوم )
لأن القرآن كتاب علميحتاجه كل منخصص, قال ابن البر: " القرآن أصل العلم,
فمن حفظه قبل بلوغه, ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب كان
له ذلك عوناً كبيراً على مراده منه ".
وقال الإمام النووي: " كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ
القرآن " .
الجائزة السابعة عشر: ( صاحب القرآن مقدم على غيره من الدنيا والآخرة )
فهو أولى الناس بالإكرام والاحترام والتقديم في هذه الدنيا والآخرة, لقوله
صلى الله عليه وسلم: " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذا الشيبة المسلم,
وحامل القرآن غير الغالي فيه ولجافي عنه "
رواه أبو داود. كما أن صاحب القرآن أولى الناس بالإمامة.
الجائزة الثامنة عشر: ( أن أهل القرآن يحصلون على كنوز لا تقدر بثمن )
أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل بعض سور القرآن لمن يقرأها,
فكيف بمن حفظها واعتاد على قراءتها.
هــذا والله أعـلــم وأحـكــم.. وصـلــى الله عـلــى سـيــدنـــا مـحـمــد
وعـلــى آلــه وصـحـبــه أجـمـعـيــن
