عندما أرهق
الإنسان القديم سمعه للأصوات التي تحفل بها الطبيعة ومن مصادر شتى، كأصوات
الإنسان ذاته أو الحيوان وسائر الموجودات والظواهر من حوله كحفيف الشجر
وقصف الرعد وخريرالماء وغيرها، قام بمحاكاتها واتخذ منها أسماء للظواهر
الطبيعية التي تدلّ عليها،وبهذا تكونت لديه مجموعة كبيرة من الكلمات التي
تطورت فيما بعد ولم تقف في دلالتهاعند حدود مصدرها الأصلي.
على سبيل المثال:
في
العربية نجد كلمة "همس"، وفيالإنجليزيةWhisper، وفي الألمانية"فلُوسْتِرن"
Flustern وفي العبرية"صفصف" وفي الحبشية "فاصَيَ" وفي التركية
"سُوسْمَك"Susmak. فالعامل المشترك بين هذه اللغات جميعها في تلك المفردة
تحديدا:
هو صوت الصفير: السينأوالصاد
وهو الصوت المميز لعملية الهمس والهسهسة فيالطبيعة.
وقد
عرض لهذا الرأي من علماء المسلمين ابنجني، فقال:" وذهب بعضهم إلى أن أصل
اللغات كلها،إنما هو من الأصوات المسموعات، كدوي الريح، وحنين الرعد،
وخرير الماء، وشحيج الحمار، ونغيق الغراب، وصهيل الفرس.... ونحو ذلك، ثم
ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد"
.... " وهذا عندي وجه صالح ومذهب
متقبل"وهذا المذهبوإنْ كان له من يؤيده ويفعّله ففي الآن ذاته هناك من
يعارضه، ولدى كل فريق الكثيرمن الأدلة والحجج والبراهين .*
وبغضّ النظر عن صحة هذا المذهب من عدمها،فإننا نجد اللغة العربية قد اشتملت على الكثير مما اصطلح عليه أهل اللغة بـ
(أسماء الأصوات)
وقالوا في تعريفها:
كلُّ لفظٍ حُكِيَ بهِ صوتُ يتناسب معحروفه ونبرته.
ومن كتاب "معجم الأصوات في اللغة العربية"* أخترتُ هذهالمجموعة، والتي آمل أن تجدوا فيها الفائدة والمتعة
منقول